المقابلة في الحديث النبوي الشريف/ محفوظ فرج إبراهيم

قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إنما أهلك الذين من قبلكم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد . فوالذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها )صحيح أخرجه البخاري 3475 / 3733 / 4304/ 6788 ومسلم 1688 رياض الصالحين 651

المقابلة

إن أبرز ما يميز تعبير الرسول صلى الله عليه وسلم هو بلوغه المعنى بايجاز في غاية من الفصاحة ، والبيان ، ولعل ما اعتمد عليه الحديث الشريف أسلوب التوكيد ، والمقابلة ، والتقديم والتأخير ، والتوازي
يشير الحديث الشريف إلى هدف أسمى في الحياة ، وهو إزالة الفوارق الطبقية في المجتمع الاسلامي وإن الإنسان مهما علت منزلته أو هبطت فجزاؤه واحد ولافرق بين قوي وضعيف ؛ ومن هذا المنطلق يؤكد صلى الله عليه وسلم ذلك بالقصر وهو بناء الكلام فيه على اللفظ الوجيز المتضمن معان كثيرة فمن خلال (إنما ) نجد أن هلاك المجتمعات سببه ترك العقوبة عن القوي وإقامة الحد على الضعيف ؛ ولما كان الايضاح والبيان يكون جليا بضده فقد كانت المقابلة هي الفيصل في إيصال المعنى إلى المتلقي فالذين من قبلكم كانوا
إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد
ولاشك أن التوازي والتكرار في هذه المقابلة قد ارتقى بالنص من حيث البناء والموسيقى على مستوى الايقاع والجرس الى أرفع أساليب النثر
ثم لينظر المتلقي في التقديم في قوله ( إذا سرق فيهم الشريف ) و ( سرق فيهم الضعيف ) قدم شبه الجملة ( فيهم ) على الفاعل ( الشريف ، الضعيف ) لأن حدوث السرقة وقصرها عليهم أهم من الفاعل الذي غض من قيمته وأخره سواء أترك أم أقيم عليه الحد على الرغم من أنه معرفة وحقه أن يتقدم ومثل ذلك قدم شبه الجملة في ( أقاموا عليه الحد ) على المفعول به (الحد ) لأن الحد قصر على الضعيف

يسلمووووووا على الموضوع

تقبل مروري

» كيف تجتاز المقابلة الشخصية ؟.. مهم جدا للخريجين
» معجم علوم الحديث العدد الثالـــث